الحزن و الموت
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
بعض الانباء تاتي كالفاجعة كالريح القاضية تنقلنا الى اعلى قمة في الكون و تهوي بنا الى اعمق بقعة في الارض و تخلفنا في بقعة من الدهول و التبعتر و كدلك كان ... بنا رحيله ففي يوم الاربعاء 30/.04/1991 فتحنا اعيننا على فجيعة رحيله و استقبلنا شمس الاربعاء بنبا حزلاين و كنا بين مصدق و مكدب . فبعض الانباء ترفضها قلوبنا و تتمنى عقولنا لو انها ... لا تصدق لكن ...
صدق النبا الحزين ... و رحل مكتوم الاب الدي احببناه مند ان فتحنا اعيننا ... احببناه مند ان ادركنا حجم الوطن به و حجما مكتوم بنا . و كيف لا نحبه ؟ و مكتوم الرجل العضيم الدي امسك ايدينا ... و حلق بنا بنا نحو العالم بلا حدود ... و اوضفنا في المقدمة و علم الدنيا ان تصافحنا بحب و ابتسامة .... .
بومالن الجميلة حزينة منها . من الدنيا مرهقة من الفراق تبكي بصمت فبعض الصمت اعمق من الصوت ... بومالن يا مكتوم "درتك" الغالية ... حزين رحل والده ايام عيد ... هي الفجيعة داتها ... هي الصدمة داتها ... هو الدهول داته ... هو التوقيت نفسه ...
ما حكايتك يا موت معنا ؟ اي تار يقتص الحزن منا ؟ لمادا تختار الموت ايام الاعياد دائما و الافراح لياخد منا اعز الاشخاص على كبدنا و تفاجئنا برحيلهم لتسرق طعم الفرح و البهجة من قلوبنا في تلك الايام ؟
ما اقسى الموت يا موت ... ما اصعب الفراق يا فراق ...
اللهم انا لا نعترض على قضائك و قدرك ... و نؤمن بالموت كما نؤمن بالحياة و نؤمن بالقضاء و القدر خيره و شره ... .
لكن للموت صدمة ... و للفراق دهول ... و للقلوب احبة يفجعها رحيلهم ... و للاعين وجوه مشتاقة لرحمتك ... فكيف لا تبكيهم عند الرحيل قلوبنا ؟ ... .
ايتها القلوب احبته ... ايتها الاعين التي بكته ... ادا اشتقتم الى مكتوم يوما فصافحو بومالن باعينكم تجولو بين طرقاتها تنفسوا هواءها ... فهناك مكتوم باق الى الابد ... ... ... .
اللهم انك تعلم اننا احببناه جدا ... و انه كان فينا نعم الاب و الاخ ... فارحمه برحمتك التي وسعت كل شيء ... واغفر له اللهم و تجاوز عن سيئاته ووسع منازله و اغسله بالماء و البرد و اجعل روضه روضا من رياض الجنة ... و اجعل اسعد ايامه يوم لقائك و احشره خيرا مع الانبياء و الشهداء و الصالحين .... و حسن اولاءك رفيقا ... ... ... .
اللهم امين يا رب العالمين.
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------